تابعنا
Banner
عام

سمو الشيخ عبدالله بن زايد : العلاقات الإماراتية الروسية متطورة ومستدامة

الثلاثاء 09/3/2021

أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أن العلاقات الإماراتية الروسية متطورة ومستدامة كما يجمع البلدين الصديقين شراكة استراتيجية قوية.

وأشار سموه إلى أن جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة أثبتت أنها شريك فعال يعتمد عليه وبالأخص في مجال مكافحة "كورونا" معربا عن ثقته أن العلاقات الثنائية بين البلدين سوف تستمر في الازدهار في جميع المجالات.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده سموه اليوم مع معالي سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها معاليه إلى الدولة.

وتوجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في مستهل كلمته بالشكر والعرفان إلى معالي سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية على حفاوة الاستقبال التي وجدها سموه خلال زيارته الأخيرة لموسكو شهر ديسمبر الماضي وكذلك الاهتمام بتطوير العلاقات الإماراتية مع روسيا الاتحادية.

وأكد سموه أن دولة الإمارات تعد شراكتها مع جمهورية روسيا الاتحادية شراكة استراتيجية قوية مبنية على تاريخ من المصالح المشتركة.

وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان " إن بلادي ترى روسيا شريكا مهما وأساسيا وفي هذا الصدد يعد توقيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين عام 2018 خطوة بارزة أسهمت في تعزيز علاقاتنا الثنائية".

وأشار سموه إلى أن عالمنا اليوم يشهد العديد من التحديات والأزمات ومن بينها "كورونا" إلى جانب آفة التطرف وانتشار الكراهية والعنف التي يواجه عالمنا تداعياتها المؤسفة، وعلينا العمل سويا لمواجهتها".

وأضاف سموه "استمرت علاقتنا الثنائية في التطور والازدهار في جميع المجالات، وفي هذا السياق فإن بلادي تشعر ببالغ الرضا إزاء تزايد حجم التبادل الاقتصادي ففي العام 2019 قدرت التجارة الثنائية غير النفطية بـ 3.7 مليار دولار بنسبة نمو 8 في المائة مقارنة بعام 2018".

وقال سموه " إن العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا ليست الجانب الوحيد الذي شهد تطورا ملحوظا لاسيما في الآونة الأخيرة إذ تعد العلاقات القنصلية أيضا ركيزة مهمة في العلاقة بين البلدين حيث زار الإمارات 800 ألف روسي في عام 2019 ونحن نتشرف بأنه هناك 17 ألف مواطن روسي يقيمون في الدولة ويعدون الإمارات بلدهم الثاني".

وأضاف سموه قائلا :" أثبتت جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة أنها شريك فعال يعتمد عليه وبالأخص في مجال مكافحة "كورونا" واليوم نستمر في جني ثمار تعاوننا الوثيق وفي 26 يناير من هذا العام تم الإعلان عن شراكة تجريبية بين جامعة الإمارات ومعهد غاماليا الفيدرالي لأبحاث الأوبئة وعلم الأحياء الدقيقة في روسيا مما يعزز التعاون بين بلدينا" مؤكدا سموه أننا نسعى إلى خدمة البشرية وخلق مستقبل أفضل أمنا للعالم.

وأضاف سموه "أود أن أعرب عن بالغ شكري للحكومة الروسية وذلك لتأكيد مشاركتها المهمة في "إكسبو 2020 دبي" الذي تم تأجيله من عام 2020 إلى أكتوبر من هذا العام".

وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "تؤمن بلادي بأهمية تعزيز علاقتها الدولية في شتى المجالات وزيادة تعاونها مع دول العالم أجمع ونؤمن بأن هناك إمكانيات ومجالات عديدة للاستمرار في تحسين تعاوننا المشترك كالتعاون في مجالات الطاقة والأعمال المصرفية والعلوم والابتكار واستكشاف الفضاء والثقافة والصحة والتكنولوجيا كما أن هناك مجال في غاية الأهمية نتطلع لتطوير التعاون فيه مع روسيا وهو الأمن الغذائي فقد كانت هناك مشاركة مهمة من الجانب الروسي في معرض "جلفود" خلال الشهر الماضي ونتطلع أن يحظى هذا القطاع بمزيد من الاهتمام بين البلدين على صعيد القطاعين الحكومي والخاص".

وأضاف سموه " تثني دولة الإمارات على الاتفاقية الاستراتيجية بين شركة مبادلة للاستثمار و"سبيربنك" الروسي والتي تمهد الطريق لتعزيز التعاون الإماراتي الروسي في مجال الاستثمار.

واختتم سموه كلمته قائلا "إننا على ثقة أن العلاقات الثنائية بين بلدينا سوف تستمر في الازدهار في جميع المجالات وذلك على الرغم من كافة التحديات التي يواجهها العالم ، فبلادي اليوم ترحب بجمهورية روسيا الاتحادية شريك وصديق يعتمد عليه".

وتابع سموه " صديقي سيرجي كان لكم وفريقكم دور خاص لتطوير هذه العلاقة فشكرا لكم وشكرا على زيارتكم اليوم واتطلع للعمل معكم في المستقبل واتطلع أن تبقى العلاقة الإماراتية الروسية نموذج متطور متنوع وعلاقة تخدم البلدين".

من جانبه أكد معالي سيرجي لافروف على أهمية الشراكة الاستراتيجية الإماراتية الروسية مشيرا إلى الحرص على تعزيز الجهود من أجل تطوير التعاون والعمل على مشاريع مشتركة جديدة بين البلدين.

وقال معاليه" إنه منذ زيارة فخامة الرئيس فخامة فلاديمير بوتين إلى دولة الإمارات في عام 2019 ونحن نعمل على تعزيز شراكتنا وهناك زيادة في التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 80 في المائة ونعمل بديناميكية من أجل تعزيز الزيادة المستمرة في حجم التبادل التجاري ولدينا خطط مشتركة من أجل مشاريع مستقبلية في قطاعات عدة مثل القطاع المصرفي والصحي والمياه والكهرباء والقطاع الزراعي".

وأشار معاليه إلى وجود مشاركة مثمرة من الجانب الروسي في العديد من الفعاليات العالمية التي تنظمها دولة الإمارات مثل معرض "جلفود دبي".

وأكد معاليه أن جمهورية روسيا الاتحادية تتطلع إلى مشاركتها في معرض إكسبو 2020 دبي وإلى تعزيز تعاونها مع دولة الإمارات في إطار هذا المعرض العالمي.

وبين معاليه أنه خلال زيارته لدولة الإمارات تطرقت المباحثات إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وعددا من الأمور الإقليمية مثل اليمن وسوريا وليبيا بالإضافة إلى الاتفاق الابراهيمي للسلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل ، مؤكدا أن روسيا ترحب بمعاهدات السلام التي يتم توقيعها بين دول المنطقة ودولة إسرائيل وتتطلع كذلك إلى المساهمة في الحوار المباشر الفلسطيني الإسرائيلي.

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان - ردا على عدد من الأسئلة التي طرحها ممثلو وسائل الإعلام الإماراتية والروسية وتركزت حول النمو المستمر في العلاقات الإماراتية الروسية والشأن السوري ... على ضرورة التعاون والعمل الإقليمي.

وقال سموه إن "بدء مشوار عودة سوريا إلى محيطها أمر لابد منه والأمر لا يتعلق بمن يريد أو لا يريد فالمسألة هي مسألة المصلحة العامة .. مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة".

وأضاف سموه "إن هناك "منغصات" بين الأطراف المختلفة ولكن لا يمكن إلا العمل على عودة سوريا إلى محيطها الإقليمي وبحث الأدوار المهمة التي تعود فيها سوريا إلى الجامعة العربية وهو ما يتطلب جهد من الجانب السوري وأيضا من زملائنا في الجامعة العربية".

وقال سموه "اعتقد أن التحدي الأكبر اليوم الذي يواجه التنسيق والعمل المشترك مع سوريا هو "قانون قيصر" ولابد من وجود مجالات تفتح الباب للعمل المشترك مع سوريا لنا جميعا ، وإبقاء قانون قيصر كما هو اليوم يجعل الأمر في غاية الصعوبة ليس لنا كدول وإنما أيضا على القطاع الخاص ، واعتقد أن هذا لابد أن يكون الحوار الذي نتحدث فيه بشكل واضح مع أصدقائنا في الولايات المتحدة الأمريكية".

وحول ركائز قوة العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية قال سموه "الركيزة هي أن يكون لديك أصدقاء وأنا أرى في زميلي معالي سيرجي لافروف صديق فنحن لا نتحدث فقط في أمور السياسة والعلاقة بين البلدين ولكن أمور أخرى ما يسهم في تقوية العلاقات وأيضا ينعكس على عمل فرقنا".

وأضاف سموه " الطفرة التي وصلت إليها العلاقات الإماراتية الروسية ما كانت لتحدث لولا وجود أشخاص مثل فخامة فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ووجود معالي سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية لولا ذلك كان من الصعب أن نصل إلى هذه الطفرة ونستطيع بناء هذه العلاقة والثقة بين البلدين واليوم أنا مطمئن ان العلاقات الإماراتية الروسية ليست فقط متطورة وإنما أيضا مستدامة".

وردا على سؤال لوكالة أنباء الإمارات "وام" حول النمو الكبير في التبادل التجاري بين دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية خلال العام الماضي رغم تأثر العالم بجائحة "كوفيد – 19" والمجالات التي يتطلع البلدين إلى تعزيزها خلال المرحلة المقبل ، أكد سموه أنه "مع زيارة كل إماراتي وكل روسي إلى دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية فإنهم يصبحون قوة دافعة لهذه العلاقة لانه عندما ننظر إلى مدى الفرص والإمكانات في البلدين نعود متحمسين لتطوير العلاقة مع روسيا".

وأضاف سموه "ان الخطوط المتنوعة للتنقل بين البلدين من عدة مدن روسية إلى الإمارات والعمل على زيادة الرحلات لمدن إضافية يسهم في تعزيز فرص الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين".

وفي هذا الصدد أيضا أكد معالي سيرجي لافروف أن العلاقات الإماراتية الروسية في كل عام تصبح أكثر عمقا وشمولا مؤكدا أن القطاع السياحي ثري ويشهد نموا مستمرا بين البلدين.

وعبر معاليه عن ثقته في استمرار النمو المستمر في العلاقات الإماراتية الروسية في المجالات كافة وذلك في ظل دعم ورعاية من قيادتي البلدين الصديقين.

عقب ذلك .. استقبل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي على غداء عمل في قصر الإمارات بأبوظبي معالي سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية والوفد المرافق.

وجرى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين وتنمية التعاون المشترك في المجالات كافة إضافة إلى بحث عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

حضر اللقاء معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة وسعادة الدكتور محمد أحمد بن سلطان الجابر سفير الدولة ومفوض فوق العادة لدى روسيا الاتحادية.

يوجهك هذا الرابط إلى موقع خارجي قد يكون له سياسات مختلفة للمحتوى والخصوصية عن موقع وزارة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة.