تابعنا
Banner
عام

دولة الإمارات تستعد لإطلاق "مسبار الأمل" إلى المريخ

الإثنين 13/7/2020

من المقرر أن يتم بتاريخ 14 يوليو الجاري تدشين مهمة "مسبار الأمل" التي أعدتها دولة الإمارات بغرض استكشاف كوكب المريخ. حيث سيشهد مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان إطلاق المسبار في رحلة تستغرق سبعة أشهر للوصول إلى الكوكب الأحمر. ويتوقع أن يدخل المسبار الفضائي مدار كوكب المريخ في العام المقبل 2021، تزامناً مع الاحتفالات باليوم الوطني الخمسين لدولة الإمارات.  

وستسهم هذه المهمة بتوفير صورة متكاملة عن المناخ الجوي للكوكب الأحمر لأول مرة، وستزود الجهات المعنية بعلوم الفضاء على مستوى العالم بالمزيد من المعلومات. كما أن هذه المهمة ستثبت جدارة دولة الإمارات التي تمكنت خلال وقت قصير من تأسيس برنامج لاستكشاف الفضاء. 

تأتي هذه المهمة بعد عام من انطلاق أول رائد فضاء إماراتي، وهو السيد/ هزاع المنصوري، في رحلة تاريخية إلى محطة الفضاء الدولية ممثلاً لمركز محمد بن راشد للفضاء، حيث أجرى من داخل المحطة العديد من التجارب وقام بجولة داخل المحطة الدولية بثت على الهواء مباشرة وشاهدها المتابعون في دولة الإمارات. 

وتعليقاً على هذه المهمة العلمية الرائدة، تحدث معالي السفير يوسف  مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية قائلاً: "قبل حوالى 60 سنة أدلى الرئيس (الأمريكي السابق) جون كينيدي بحديثه الشهير حول رحلة الفضاء الأمريكية إلى القمر ونال إعجاب العالم. واليوم تشهد دولة الإمارات المشاعر الفياضة والطاقات الزاخرة ذاتها، وهي تتهيأ لإطلاق مسبار الأمل. إن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بات مصدر إلهام لجيل جديد من الشباب العربي ودافعاً لهم لارتياد مجال العلوم والتقنية مع فتح آفاق علمية جديدة أمام منطقتنا." 

وقبيل أيام من انطلاق هذه المهمة التاريخية، استضاف معالي السفير العتيبة في الحلقة الثالثة من سلسلة برامج الإذاعة الرقمية "بودبريدج"  التي أطلقتها السفارة في واشنطن مؤخراً، كلا من معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة بدولة الإمارات، والدكتورة إلين ستوفان مديرة متحف سميثسونيان الوطني للعلوم الجوية والفضائية وواحدة من كبار علماء وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) سابقاً. وكان معاليه قد استضاف في البرنامج الإذاعي نفسه "بودبريدج" السيد هزاع المنصوري الذي أعرب عن شعور طاغٍ بالفخر بمنجزات البرنامج الوطني للفضاء. 

وقد تحدثت معالي سارة الأميري عن هذا المشروع، قائلة: "يمثل مشروع مسبار الأمل محطة فارقة في مسيرة الإنجازات الإماراتية، فهو مشروع إماراتي رائد وجريء يعكس الطموح وروح التحدي والقدرة على استكشاف آفاق جديدة في الفضاء وبناء خبرات علمية عميقة.  وسيوفر هذا المشروع دراسة شاملة، هي الأولى من نوعها لمناخ الكوكب الأحمر، للمساهمة في تقديم إجابات دقيقة على الأسئلة الرئيسة التي يطرحها المجتمع العلمي حول الغلاف الجوي للمريخ وطبقاته المختلفة على مدار اليوم وخلال كافة الفصول. وعند وصول المسبار إلى مساره العلمي المحدد بحلول اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات في 2021، سيبدأ بتزويد العلماء ببيانات علمية جديدة واكتشافات مختلفة تقدم فهماً أعمق لأسباب تآكل الغلاف الجوي والتغيرات المناخية المرتبطة به".

كذلك كانت للدكتورة إلين ستوفان، مديرة متحف سميثسونيان الوطني للعلوم الجوية والفضائية، مداخلة قالت فيها: "إن ما يبعث السرور في النفس حقاً هو معرفة أن استكشاف الفضاء لم يعد حكراً على دول قليلة تمتلك خبرة سنوات عديدة في هذا المجال." وأضافت: "نحن بحاجة لتضافر جهود العاملين في الحقل العلمي على مستوى العالم، وهذا يتطلب تطوير المهارات اللازمة في مضمار العلوم. إن الفضاء ليس ملكاً لدولة دون أخرى، إنه ملك لنا جميعاً. وقد شهدت بنفسي خلال عملي السابق كرئيسة الفريق العلمي في وكالة ناسا، مراحل تطور البرنامج العلمي الخاص بدولة الإمارات، وتعتبر مهمة استكشاف المريخ معلماً مهماً من معالم ذلك البرنامج وينبغي أن تحظى بالثناء من الجهات الداعمة للرحلات الفضائية في العالم بأسره".

كما تحدثت كل من معالي الوزيرة الأميري والدكتورة ستوفان عبر البرنامج عن عملهما كسيدتين رائدتين في مهنة يحتكرها الرجال، وقدمتا نصائح للشباب والنساء المولعين بمجالي العلوم والفضاء. وفي هذا السياق، وجهت الدكتورة ستوفان نصيحة لكل شابة، فقالت: "أقول لكل شابة: لا تسمحي لأي كان بأن يقول إنك لا تستطيعين تحقيق أهداف كبيرة. احتلي مكانك في موقع اتخاذ القرار ولا تصغي لمن يقول لك إن هذا ليس المكان المناسب لك. ولكل فتاة إماراتية أقول: أنظري إلى سارة الأميري كمثال يقتدى به وكمصدر للإلهام". 

وقالت معالي سارة الأميري: "لكل من يرغب في العمل في مجال العلوم والتقنية، أقول لكم إن دولة الإمارات توفر اليوم فرصا لجميع أبنائها للدخول في المجالات العلمية والتخصص بها، فاغتنموا الفرص المتاحة أمامكم، لتحدثوا التغيير الذي سيحول العالم إلى عالم أفضل". 

تجدر الإشارة إلى أن مشروع دولة الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ الذي أعلن عنه في عام 2014، يمثل تتويجاً لبرنامج مبتكر لنقل المعرفة وتطويرها بين دولة الإمارات وشركائها الدوليين. فمن خلال العمل الدؤوب والمباشر مع بعض مؤسسات التعليم الأمريكية مثل جامعات كولورادو وكاليفورنيا-بيركلي وأريزونا ستيت، تمكن المهندسون والباحثون الإماراتيون من استكمال متطلبات أول مهمة علمية لاستكشاف كوكب المريخ على مستوى العالم العربي، وقد أرسوا بذلك قواعد مشروع ديناميكي مستدام في دولة الإمارات لاستكشاف الفضاء.

يوجهك هذا الرابط إلى موقع خارجي قد يكون له سياسات مختلفة للمحتوى والخصوصية عن موقع وزارة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة.